القضايا الساخنة لا تُفضي بالضرورة إلى أفلام كبيرة، وهكذا تبدو الدعاية المصاحبة لفكرة تعثر رجال الأعمال المصريين، والأزمة الاقتصادية العالمية أكبر بكثير مما أسفر عنه في النهاية الشريط السينمائي!!.
أشعر وكأن صانعي هذا الفيلم -وأعني بهم الكاتب "يوسف معاطي" والمخرج "وائل إحسان"- عندما دخلا إلى ورشة "عادل إمام" لصناعة الأفلام طبقًا للمواصفات القياسية التي يريدها "عادل إمام" خضعا بالضبط لكل المفردات التي يريدها، بل أسرفا في تقديمها، فأصبحنا بصدد فيلم عري وجنس وفياجرا مغموس بقليلٍ من الأزمة الاقتصادية.
أين القضية؟
ما الذي يتبقى في الذاكرة في نهاية الأمر؟ لا شيء له علاقة بالقضية التي يتناولها الفيلم.. هذا إذا كان بالفعل لهذا الفيلم قضية؛ لا شك أن المجتمع المصري خلال السنوات العشر الأخيرة وهو يعيش مأساة زواج السلطة برأس المال.. هذه هي القضية الشائكة، وهي تحديدًا التي قرر "عادل إمام" أن يمر عليها مرور الكرام، من بعيد لبعيد، وكأنه يخشى أن تحسب عليه سياسيًا.
الفيلم يتناول حياة رجل أعمال متعثر يؤدي دوره "عادل إمام" يلتقي مع سيدة أعمال متعثرة "يسرا"، وتبدأ المفارقات حتى ينتهي الأمر بالحب والزواج في المشهد الأخير، مع الاحتفاظ بالطبع بحالة الشبق الجنسي المشترك الذي يزداد تأججًا كلما مرت السنوات!!.
ممثل سبعيني
لا أتحدث عن المرحلة العمرية التي يعيشها الآن بعد أن وصل إلى شاطئ السبعين، ولكن أتوقف أمام ملامحه على الشاشة؛ وجهه الذي تنطق خطوطه بما هو أكبر من عمره الزمني المدون في جواز السفر، أيضًا الترهل الجسدي الذي يقف ضد أي مصداقية لأداء مجهود عضلي وعاطفي.. ثم إن هناك ما هو أبعد من ذلك؛ فلو تجاوزنا عن المنطق الفني والواقعي فإننا بصدد حالة من التكرار؛ لا جديد عن كل ما تراه في أغلب أفلام "عادل إمام" الأخيرة عن دوره في هذا الفيلم حيث ترى نفس الشخصية أمامك!!
ما هو المطلوب من الممثل؟ إن التقمص هو أن يعايش الممثل شخصية مختلفة، أما ما يؤديه "عادل" فهو أنه يقدم فقط الصورة الذهنية التي تعارف عليها الناس عن "عادل إمام".. وهذا بالطبع ضد قواعد فن التمثيل!!
في هذا الفيلم كان مطلوبًا من "يسرا" أن تؤدي دورها بخفة ظل، وهذا النوع من الأداء لا تجيده "يسرا"، وهكذا خصمت بأدائها من معدلات الضحك المتوقعة في العديد من المواقف الكوميدية التي كتبها "يوسف معاطي.
النجوم بجوار "عادل إمام" باستثناء "يوسف داود" كانوا مطفئين.. ليس هذا "حسن حسني" ولا "لطفي لبيب" ولا "شومان".. كان هناك خط درامي فرعي يجمع بين "أشرف عبد الباقي" و"مي كساب" المقصود به أن نعرف من خلاله رأي الشعب المطحون، ولكن لم يتم استثماره جيدًا.