$ الانفعـــــــالات
لاتمضى حياة الانسان على وترة واحدة وعلى نمط واحد وانما هى في العادة بالخبرات والتجارب المتنوعه التى تبعث فيها مختلف الانفعالات والحالات الوجدانية فلانسان يشعر بالحب حينا ةبالبغض والكره حينا اخر وهو يشعر بالخوف والقلق وبالامن والطمأنينه تارة اخرى ويشعر بالفرح والسرور بعض الوقت وبالحرن والكآبه بعض الاحيان وقد تنتاب الانسان في بعض الاحيان الغيرة الشديدة وقد يتملكه الغضب الشديد فيثور ويقاتل وقد يخلد اخرى الى الهدوء والسكينة وينعم بلذة وبهجتها .
وهكذا حياة الإنسان في تلب مستمر وتغير دائم وهذا لاشك يضفي على جزاء كبير مما لها يمه ومالها من متعه فبدون الحالات الوجدانية والانفعالات المختلفة تصبح حياة الإنسان ممله لا متعه فيها وتصبح شبيه بحياة الجماد الذي لاحس ولا يشعر ولا ينفعل.
وان هذه الحالات الوجدانية ولانفعالات بمثابة الألوان الزاهية البراقة التي يضعها الفنان في رسومه فتبعث فيها الحياة والوة وتجعلها بهجه للناظرين وبدون هذه الألوان تصبح هذة الرسوم خطوطا لا حياة فيها
وقد تكون الانفعالات في بعض الأحيان أسوا ما في الحياة الانسان فتسبب له كثير من الالام والشقاء فالغيرة الشديدة والمخاوف الكثيرة والقلق المؤلم من اهم ما يسبب الشقاء والتعاسة للانسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د\محمد عثمان نجاتى – علم النفس والحياة – دارالقلم للنشر والتوزيع – ط 14- 1992-ص 114
:مـــــــاهو الانفعــــال؟
يميل اغلب علماء النفس إلى أطلاق اصطلاح الانفعال على الانفعالات القوية التى يصاحبها اضطراب في السلوك كالخوف والغضب الشديدين اما الشعور بحالات من المشاعر الوجدانية مثل السرور والضيق او الانشراح والكدر فيطلق عليها اصطلاح الوجدان فالوجدان شعور ذو صبغه انفعاليه خفيفه اما الانفعال فيمكن ان يعرف ((( بانه اضطرا حاد يشمل الفرد كله ويثر في سلوكه وخبراته الشعوريه ووظائفه الفسيولوجية الداخليه وهو ينشا في الاصل عن مصدر نفسي))) ونقول ان الانفعال اضطراب حاد لانه يتميز بحاله شديدة من التوتر والتهيج ولانه اثناء الانفعال تتعطل جميع انواع النشاط الاخرى التى يقوم بها الانسانويقسم علماء النفس تقسيمات مختلفه وابسط هذة التقسيمات انفعالات سارة كالفرح والزهو وانفعالات مكدرة مثل الخوف والغضبوقد تكون انفعالات بسيطة لايمكن ردها الى انفعالات ابسط منها كالخوف بالنقص .والغضب اوانفعالات مركبهمزيج من الانفعالات كالغيرة التى تتركب من الغضب والكآبه والحزن الخوف والشعور
وتاكد الدراسات ان الانفعال عمليه معقده تتكون من عدة مكونات وهى :-
· ادارك الموقف الانفعالي
· التغيرات الفسيولوجية الداخلية
· التغيرات البدنية الخارجية
· الخبرة الشعورية
· التوافق للموقف الانفعالي
اولا ادراك الموقف الانفعالي :-
يبدأ الانفعال بادراك الشخص لمنبه او لموقف معين فمثلا إدراك الطفل للثعبان سببا في اثارة انفعال الخوف عنده وإدراك الطفل للثعبان يتوقف على كثير من العوامل وهى العوامل الموضوعية وجود التعبان بين الإعشاب في مكان لم يكون الطفل يتوقع ان يرى فيه الثعبان ووجود الطفل بعيدا عن والديه واهم العوامل الذاتيه خبره الطفل السابقة بالثعابين ومعرفته انها مؤوية وكل هذه العوامل لاشك قد أثرت في ادارك الطفل للموقف الانفعالي وتختلف العوامل الذاتية من فرد الى اخر تبعا لظروف حياة كل منهم وادراك النا للموقف الواحد لايكون متشابها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرجع سابق ص ص 115- 124
ثانيا التغيرات الفسيولوجية الداخلية:-
عندما ينفعل الإنسان تحدث في بدنه عدة تغيرات فسيولوجية هامه فتحدث تغير واضحة في الدورة الدموية وفي نشاط المعدة والأمعاء كما تتأثر الغدد والعضلات والتغيرات الفسيولوجية المختلفة التي تحدث في بدن الإنسان إثناء الانفعال هي .
- التغيرات التي تحدث في الدورة الدموية
- تغيرات تحدث في الأحشاء
- تغيرات في الغدد
- تغيرات فسيولوجية مثلا ارتفاع ضغط الدم واضطرابات تنفس
الفائدة البيولوجية للتغيرات الفسيولوجية :
تساعد الكائن الحي لأنها تهئ البدن للقيام بما تتطلبه الموقف الانفعالي الطارئة من مجهود ونشا زيادة كمه هرمون الادريالين في الدم تسبب زيادة النشاط وتقام التعب وتزيد نسيه السكر في الدم وازدياد كمية السكر يزود العضلات بطاقة كبيرة لاستخدمها في النشاط المختلفة التى يتطلبها الموقف الانفعالى كمقاتل العدو ويفسر كانون الفسيولوجي الامريكى الانفعال بانه رد فعل طبيعى يقوم بهالكئن الحى لمجابهة المواقف الطارئة التى تعترضه وبه يتمكن من مقاومه المواقف الخطرة.
ثالثا التغيرات البدنية الخارجية :
تصاحب الانفعال أيضا عدة تغيرات في السلوك الخارجي فالأطفال عادة يعبرون عن انفعالهم بالبكاء والصراخ وبالحركات العنيفة لأيديهم وأرجلهم ويعبرون الناس عادة عن انفعال السرور بالابتسام والضحك ويظهر انفعال الناس بصفه عامه واضحا من التغيرات التى تحدث في تغيرات الوجه وفي هيئه البدن وفي نبرات الصوت
رابعا الخبرة الشعورية :
حينما ينفعل الإنسان تتملكه خبرة شعورية معينه هي عبارة عن الشعور بالحالة الانفعالية سواء كانت خوفا او غضبا او حبا او غير ذلك من حالات الانفعالية المختلفة وتضعف إثناء الانفعال جميع أوجه النشاط الأخرى وهذا يمكن الشعور الانفعالي من السيطرة التامة على نفس الإنسان.
والشعور الذى يحس به الانسان اثانء الانفعال هو الخقيقه العنصر الذى يعطى الانفعال صفته الخاصه التى تميزه عن غيره من الحالات الانفعالية المختلفه فالتغيرات الفسيولوجية الداخلية متشابه في جميع الانفعالات والتغيرات البدنية الخارجية متشابهه في كثير من الانفعالات والتغيرات الابدنية متشابهه ايضاواما الشعور الذى يحس به الشخص المنفعل فهو في الواقع العنصر الاساسي الذى يميز الانفعالات المختلفه بعضها عن بعضولما كانت الخبرات الشعوريه امرا ذاتيا يشعر به الفرد المنفعل وحده ولايستطع الغير ان يلاحظه ملاحظه مباشرة فاننا نجد في الغلب صعوبه كبيرة في معرفه نوع الانفعال الذى يشعر به الغير
خامسا التوافق للموقف الانفعالي :
ونقصد بالتوافق للموقف الانفعالى الاستجابة التى يقوم بها الفرد لمجابهه الموقف الانفعالى والتى من شأنها ان تعيد الفرد الى اعتداله واتزانه فتزول التغيرات الفسولوجية ويتلاشي التوتر البدنى ويعود الفرد مرة اخرى الى هدوئه ويصبح قاد على مزاولة نشاطه العادى وقد تحدث عملية التوافق في الحاتل بطريقه مباشر كالجرى عند ريه حيوان ضال او مهاجمته والقضاء عليه وقد تستغرق عملية التوافق زمنا طويلا فلاتتم الا بعد انقضاء طويله
$$ العلاقـــــة بين الدافــع والانفعـــالات :
يتضح مما تقدم العلاقة بين الانفعال والدفع فلانفعال يدفع الإنسان إلى مواقف باستجابات توافقيه معينه فالخوف يدفع الطفل الى الجرى والهرب والخوف من الامتحان يدفع الطلب الى بذل مزيد من الجهد في استذكار دروسه والغضب يدفع الانسان الى العدوان والمقاتله فالانفعال اذن يولد دافعا
والدوافع تكون ايضا مصحوبة بحاله وجانيه او انفعاليه فدافع الجوع مثى يكون مصحوبا بحاله وجدانيه مكدرة والدافع الجنسي يكون مصحوبا بحاله وجدانيه سارة وأعاقه إشباعها يثير الانفعالات مكدرة وان كل سلوك ويقوم به الانسان يكون مصحوبا في العادة بحاله انفعاليه او وجدانيه معينه ومن النادر جدا ان يقوم الانسان بسلوك لتحقيق اهداف معينه دون ان يشعر بسرور او سعادة او خوف او غضب او غير ذلك من الانفعالات والحالات او قديشعر بحاله من الخوف لتوقعه الهزيمه