ارتفاع أرقام حالات اعتناق الإسلام في أوروبا يحدثنا د. سعيد اللاوندى ، ويؤكد : سواء كانت هذه الأرقام «الصادرة عن مكتب الهجرة فى فيينا» صحيحة أم غير صحيحة، فالثابت أن أسنان المجتمعات الأوروبية تصطك خوفاً مما تسميه هى محاولات أسلمة أوروبا! لأن هذه الأعداد فى تزايد مستمر إلى حد أن أرقاماً وأخرى صدرت فى باريس تُحذر من أن فرنسا فى عام ٢٠٢٠ ستصبح دولة إسلامية مثل إيران، لأسباب، منها ارتفاع نسبة المواليد بين أبناء الجالية العربية والإسلامية البالغ عددهم - أصلاً - نحو ستة ملايين نسمة! ولقد دق جان مارى لوين، الزعيم اليمينى الشهير فى فرنسا ورئيس حزب الجبهة الوطنية المتطرف، ناقوس الخطر عندما كتب، ذات مرة، يطالب الفرنسيين بأن يقدموا - منذ الآن فصاعداً - فروض الطاعة والولاء لأى شخص مسلم يعيش فى باريس، والسبب هو أن مقعد الرئاسة فى قصر الإليزية سيكون من نصيب أحد المسلمين قريباً، ويقول إنه يكاد يرى هذا اليوم بأم عينيه، ومن ثم فإن كسب مودة مسلمى فرنسا الآن سيكون من حُسن الفطن!
ظاهرة الإسلاموفوبيا
ويضيف اللاوندي : وإذا علمنا أن كلمة «مسلم» هى المرادف الطبيعى فى الذهنية الأوروبية لكلمة «إرهابى»، وأن أحداثاً كثيرة فى أفغانستان وإيران والعراق ولبنان، قد أكدت - بما لا يدع مجالاً للشك - هذه الحقيقة المغلوطة، لأمكننا أن نضع أيدينا على «ظاهرة الإسلاموفوبيا» التى أصبحت أخطبوطاً يتمدد بأذرعه يميناً ويساراً، وتحولت مؤخراً إلى «لعنة» تُصيب العرب والمسلمين أنى حلوا أو ارتحلوا. ولذلك يخطئ كثيراً من يعتقد أن حياة المغتربين أو المهاجرين فى أوروبا لبن وعسل مُصفى، فالعكس هو الصحيح تماماً لأن الشبهات تطاردهم، والشكوك تلازمهم كظلهم، ناهيك عن الأبواب الموصدة فى وجوه معظمهم، خصوصاً فى سوق العمل، ولذلك ليست مصادفة أن نجد أن النسبة الأكبر من العاطلين تقع فى أوساط المغتربين، ولا تشفع لهم الجنسيات الأوروبية التى يحملونها فى شىء، فنظرة الأوروبيين لم تتغير، وكثيراً ما يسألون عن البلد الأصلى الذى جاء منه هذا المغترب أو ذاك، ليحددوا طريقة التعامل معه تبعاً لذلك، والكارثة هى أن القارة العجوز، وتحديداً الدول الـ٢٧ الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، بها نحو ٢٦ مليون عربى ومسلم.. وجميعهم أصبحوا - ولو نظرياً - وراء القضبان بتهمة عدم الاندماج!