القزم
نظرت لى بتعجب وانا اسير
وفمها يبتسم واسنانها تنير
لكن عيناها تعود لمن جانبى يسير
وتخطف نظره على صاحبى منير
فوجدته يبتسم وكاد لها يطير
مع انى اوجه وهو غليظ وقصير
فبادلتها النظرات والجمت بسمتى الا تصير
فاقتربت منها وبمحاذاتى منير
لما انتى تضحكى كمدمن سكير؟
ولا احد غيرنا انا وصديقى بالطريق نسير؟
فنظرت الى الارض وخاطرها كسير
واحمرت وجنتها من الخجل تحمير
فشب صاحبى الى يداها يستجير
فامسكته من عنقه وكادت تخنقه بلمس يداها الحرير
ورفعت بصرها لى وقالت هذا صديقك السكير
قد اشار لى بانه عطشان لما بيدى من ماء وعصير
وكلما اريته ان القاروه مافيها ماء كثير
لايكفى لسد عطشه وهو يبدو كبعير
انحنى لى شكرا واضحكنى كثير
وكنت من بُعد اظنه انه ابنك الصغير
فلما رئيت راسه الصلعاء وشكله الكبير
ابتسمت له اكثر لانى غمزت له بدعابه كثير
وتزيدننى احرجا وتريد تفسير
عن سبب ابتسامتى لصاحبك منير
وتعجبى الان انك تصاحب قزم صغير
وهو بصراحه ملفت لكل من يسير
فأنظر الى راسه الضخمه كيف تصير
وتركتهُ من يداها بعد وقت قصير
واعتذرت قائلهً انا اسفه ظننته طفل صغير
واعطتنى ظهرها ومضت امامى تسير
وكاد صاحبى خلفها بجنانه يطير
فمنعته وقلت لاتلهث عليها بوقت هجير
فأن الليل قادم وطويل فاهدء الان يامنير