النهر والسد
هل سمعتى من قبل عن السودان
بلداَ لو تدرى جميل فيه الناس اللوان
راس البلد الخرطوم بمياه النهر نعوم
وطول العام يدوم وبمهام الرى يقوم
انا لاقصد الفلاح يزرع ويغرس فى الصباح
فى ضوء القمر ينام ويقوم ان الفجر لاح
بل اقصد نهر النيل ذالك الشريان الطويل
نهرا لو تدرى جميل على شطاًنه نخيل
وارضاَ خصبه فيها عشب كثيف وحدائق
كم من خيل لزيارتها مشتاق وتائق
فى الصيف تلتهب حشائشها وتشتعل الحرائق
فيجز عشبها ويكون سطحها املس ورائق
وينمو العشب بحريه شتاء وان كان بالماء يستاء
لكنه يغطى اراضيها كرداء ان البرد قدم وجاء
انا اتعجب فى هذه البلدان واغبط بها السد
جميل هذا المكان وفيه فتحات تعد
يتناغم طبيعيا بالجزر والمد
ويمكن فتحه بالمس وباليد
لكنه يفتح بالذر ومداعبه التيار
ترغم مواتيره الحساسه تستجيب وتنهار
اثر الفلوطيه واداره رومانسيه ليلا ونهار
مااحلى النهر يغزو اراضيها
ويفيض بخيره ومائه فيها
ماكان ابدا يهجرها ويجافيها
مادامت تشتاق ابارها لماءَ يكفيها
فهو لاشك معطاء وكافيها
كمحب جاء لمحبوبته يرضيها
ولولاه السد وحدود للدار
لكانت مفتوحه طول الوقت للزوار
وفى روعتها السائح يحتار
مابين العوده لبلده منبهرا منهار
ومابين الموت على ارضك مختار