داليا البحيرى.. ليس بالمايوه الأحمر وحده يحيا الفنانالجمعة، 26 ديسمبر 2008 - 00:59
داليا البحيرى
كتب محمد بركة
var addthis_pub="tonyawad";
مشكلة الفنانة داليا البحيرى أنها لا تريد أن تصدق أن الجمال نسبى، وأن النجاح على شاسة السينما والوصول إلى قلوب الناس عبر شاشة التليفزيون يحتاج إلى ما هو أكثر من الفوز بلقب ملكة جمال مصر عام 1990.
داليا لا تريد أن تقتنع بذلك، وجاءت تجربتها السينمائية لتؤكد أن رأسمالها الحقيقى هو وجه «يُظن» -وبعض الظن إثم- أنه جميل يرتدى المايوه ويعمل «سنيدا» للبطل فى أفلام «مسلوقة» يتم طبخها سريعا على شواطئ شرم الشيخ والغردقة، وكم بدا الإعلان الذى تقوم به حاليا لصالح أحد أنواع «البوتاجازات» غريبا! تظهر داليا فى الإعلان باعتبارها مقدمة لبرنامج فى الطهى، وتلاحظ أن الكاميرا تبتعد عنها لتقع فى غرام البوتاجاز، فتبدأ فى التنبيه على المخرج بأن يجعلها هى -وليس شعلة البوتاجاز أو لونه المميز- محور اللقطة، وحين لا يتم الاستجابة لها، تأخذ فى الصياح الحاد، وهى تكمل مواصفات الطبخة قائلة: باقول الكوسة! باقول الكوسة!
إنه إعلان غير مفهوم، مبنى على فكرة محددة هى أن تلك الفنانة يجب أن تكون محور الأحداث وفى بؤرة المشهد، لأن تأثيرها ساحق وحضورها طاغ.
ستدافع داليا بحرارة عن مشاركتها فى هذا الإعلان، وفى قرارة نفسها ستكون سعيدة به باعتباره تأكيدا «ماديا» على نجوميتها، وأنها مطلوبة فى «السوق»، حتى لو لم تحقق أفلامها إيرادات، وفشل بعضها فشلا ذريعا حتى سقط تماما من ذاكرة السينما، ومن ذاكرة داليا نفسها، فمن يتذكر على سبيل المثال -لا الحصر- فيلما اسمه «الغواص» لم تلعب داليا بطولته وهى فى البدايات وبلا خبرة بل فيما يُفترض أنه ذروة تألقها.. والحق أن معظم نجومنا يضعفون أمام المال، ولا تعنيهم على الإطلاق نوعية السلعة التى يعلنون عنها، فمادام التعاقد تم على مبلغ «محترم»، لا يتبقى أمام النجم أو النجمة مجالا للمناورة سوى الحديث عن فكرة «الظهور بمظهر لائق»، كلام من هذا النوع أتوقع أن تقوله داليا مرارا وتكرارا، لكنها لن تنتبه إلى أن هذا الإعلان يكرس لفكرة «نرجسية» و«غرور» فنانة باعتبارها أيقونة للجمال ورمزا للأنوثة، بعيدا عن فكرة الموهبة أو الحضور التلقائى الآسر! أى بالضبط نفس الفخ الذى وقعت فيه على شاشتى السينما والتليفزيون.. فلم يخاطب صناع الأفلام فى داليا موهبة ما أو براعة فى التشخيص أو تفردا فى تقمص الشخصيات، بل الاستعداد للظهور بالمايوه على الشاطئ من قِبل فنانة مصرية فى الوقت الذى سادت فيه «شوطة» التحفظ الكاذب بين الكثيرات من نجمات الجيل الجديد!
يمكن أن نرفع القبعة احتراما لمجرد أن إحدى الممثلات تقول أنا على استعداد لأداء مشاهد الإغراء، فالمعيار هنا هو الموهبة، أن يصدق الجمهور الفنان، أن يتفاعل مع ما يشاهده ويتماهى مع الأداء التمثيلى، وتجربة داليا نفسها خير دليل على أنه ليس بالمايوه وحده ينجح الفيلم، فكل أفلام الشواطئ فشلت بشدة ولم ينجح لها نقديا وجماهيريا إلا أفلام -ويا للغرابة- لم تتعر فيها إطلاقا، وكان البطل الحقيقى فيها هو القصة ووجود نجم شباك مثل عادل إمام فى «السفارة فى العمارة» و«حنان ترك» فى «أحلام حقيقية»، وياسمين عبدالعزيز وعلا غانم وبسمة فى «حريم كريم».
ومن غير المفهوم هى تلك الحرب الشعواء التى شنتها داليا على صناع فيلم «أحلام حقيقية»، والذى صورته حنان ترك وعُرض بعد أن ارتدت الحجاب، فقد اتهمتهم بتقليص مساحة دورها وقالت إنها قبلت المشاركة باعتبارها بطلة «راسها براس» حنان ترك، لكن ما حدث هو أنه تم التآمر عليها فى المونتاج وحذف من دورها الكثير، حتى ظهرت وكأنها مجرد «صديقة» و«سنيدة» للبطلة حنان ترك! أين ذهب إذن كل الكلام الجميل عن أن أهمية الدور لا تقاس بمساحته؟ كيف نفهم هذا التناقض؟
فى فيلم «كان يوم حبك»، شغلت «داليا» الصحافة الفنية بحكايتها مع المايوه الأحمر، فقد كانت تريد «مايوه» بمواصفات خاصة، لا أعرف بالطبع ما هى، وإن كانت تثير فضولى، لأن هذه المواصفات لا توجد فى مصر، ما جعل فنانتنا تلجأ إلى صديقة لها كانت مسافرة إلى الخارج لتأتى بالمايوه من سنغافورة! وللأسف فشل الفيلم، رغم أن المايوه كان بالمواصفات المطلوبة، ورغم أن خالد سليم حاول استمالة أكبر قدر من المراهقات بأغنياته الرومانسية المفتعلة!
الطريف أنه بعد كل ذلك تأتى خريجة كلية السياحة، والتى عملت لفترة مرشدة سياحية لتندب حظها وتلقى باللائمة على المنتجين والمخرجين باعتبارهم هم الذين يُسألون عن حصرها فى نوعية واحدة من الأدوار لا تخرج عن حب الشواطئ والمايوهات، مصرية كانت أم مستوردة! لقد حصلت داليا التى تزوجت -للمرة الثانية- من فريد المرشدى حفيد فريد شوقى من ابنته المنتجة ناهد فريد شوقى، على فرصة ذهبية فى مسلسل «بنت من الزمن ده» لكى تؤكد للمنتجين والمخرجين -إياهم- أنها معجونة موهبة، وأنها يمكنها بالفعل تقديم أشياء تتجاوز التسكع على شواطئ البحر الأحمر أمام الكاميرا، أو تسبيل العيون أمام أبطال الفيلم، كان الدور لفتاة من حى شعبى، جدعة وبنت بلد، شرسة أمام البلطجية وفتوات الحارة، وكان ذلك يتطلب مظهرا معينا وطريقة خاصة فى الكلام، لكن يبدو أن داليا التى كانت تخوض تجربة البطولة المطلقة للمرة الثانية على الشاشة بعد «صرخة أنثى»، تناست كل ذلك وتذكرت شيئا واحدا؛ أنها ملكة جمال مصر منذ 18 عاما! وظهرت طوال حلقات المسلسل الذى عرض فى رمضان الماضى وهى بكامل مكياجها، وكأنها عروس ستُزف فورا وليست بنتا شعبية تعيش تحت خط الفقر فى مستنقع عشوائى، كما كان شعرها ينسدل جدائل من الحرير حسب نصائح طاقم المكياج والاستايل والأزياء الخاص بها!
لمعلوماتك...
◄ 1990 فازت داليا بلقب ملكة جمال مصر