ما هى مسببات مرض إنفصام الشخصية؟
نسبة لتعدد الآراء حول مرض إنفصام الشخصية, يصعب تعيين مسبباته و لكن هنالك عدة آراء مختلفة.
الوراثة
لم يجد الباحثون أى أثر لجينات أنفصام الشخصية. و لكن يعتقد أن بعض الجينات يمكنها جعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة به رغم أن هذا لا يعنى دائما أن المرض سوف يتطور لديهم.
إن تطور الناس الجسدى و التربية التى تلقوها و البيئة التى عاشوا بها ربما تلعب دورا كما هو الحال فى الأسباب النفسية الأخرى.
كيمياء الجسم
ركزت البحوث البيوكيمائية على العصب المرسل المعروف بدوبامين الذى هو أحد المواد الكيمائية التى تحمل الرسائل بين خلايا الدماغ. و تقول النظرية أن سبب المرض يكمن فى زيادة فى نسبة الدوبامين رغم أن الأمر غير واضح ما إذا كان لها دورا مسببا لمرض إنفصام الشخصية.
رغم ذلك, صممت مهدئات أساسية لكى يكون لها مفعولا على نظام الدوبامين.
التجارب الأسرية
تقول بعض النظريات أن هنالك نوع معين من أنواع الأسر يمكنها أن تؤثر فى تسبب إنفصام الشخصية و لكن ليس هنالك دليل عليها. و من المتفق عليه أن التجارب الأولية فى الحياة العائلية تؤثر فى تطور الشخصية.
أحداث مجهدة
تقترح الدراسات و ما يرويه الناس أن أحداثا مجهدة يمكنها أن تتسبب فى إندلاع شرارة مرض إنفصام الشخصية. و يشمل هذا بعض الأحداث التى تغير من مجرى الحياة مثلا فقدان شخص قريب لك أو الضغط النفسى الذى يعقب تغيير العمل. و يمكن لضغوط أخرى مستديمة كأن يكون الشخص بلا مأوى و الفقر و التعدىا لجنسى و العرقى, أن تساهم فى المشكلة.
و طبقا لبحث أجرى, قال أكثر من نصف الذين سمعوا أصوات سلبية أن التعدى الجنسى و الجسدى كانتا سبب المشكلة. و ربع هؤلاء كان السبب وراء سماعهم الأصوات السلبية شعورهم بالذنب من سلوكهم الشخصى.
الإدمان
لم يثبت أحد ما إذا كانت هنالك علاقة بين مرض إنفصام الشخصية و الإدمان. و لا يعتقد أغلب الباحثين هذا الأمر و لكن هنالك دليل قصصى على هذه العلاقة. و من الممكن أن يكون لدى الذين شخصوا بهذا المرض ردود فعل سيئة جدا لبعض أنواع المخدرات.
و بصفة عامة, يعتقد غالبية المتخصصين أن مرض إنفصام الشخصية ينتج من عوامل مشتركة؛ يمكن للتركيب الجينى أن يجعل بعض الناس أكثر قابلية للمرض, ولكن يمكن لأحداث معينة أو تجارب أسرية و شخصية أن تساعد فى بداية الأعراض.
الدواء
وعادة توصف الأدوية المضادة للإختلال العقلى و المعروفة أيضا بالمهدئات الأساسية أو بمهدئات الأعصاب, للتحكم فى الأعراض الإيجابية. و يمكن أن تكون لها آثار جانبية مزعجة خاصة أذا أخذت فى جرعات عالية كما يكمن أن تكون مدرة للبول, الشئ الذى يجعل التعود علي آثارها الجانبية أو الإستفادة من العلاج أمرا فى غاية الصعوبة. و تشمل الآثار الجانبية, وسط آثار أخرى, آثار عصبية و عضلية (أيدى مرتجفة, تصلب فى العضلات) و آثارمضادة للمسكارين (رؤية مشوشة, سرعة فى ضربات القلب, إمساك و دوخة)
و تربط أقدم الأدوية المضادة للإختلال العقلى كالكلورومازين (الإسم الحالى لارقاكتيل) و هالوبيريدول (سيريناس و هالدول) بالآثار الحادة الطويلة الأمد و التى تيشمل التلف الدائم لجهاز الأعصاب المركزى (المعروف بعسر الحركة المتأخر). و تدل الإرشادات الحديثة أنه يجب على الناس تعاطى الأدوية المضادة للإختلال العقلى بأقل جرعات ممكنة. و يجب عليهم البدء قدر الإمكان بأستعمال المضادات للإختلال العقلى اللانموذجية الأكثر حداثة كالرزبيريدون و الأولانزابين و الكويتيابين واللأميسولزابيد و الزيوتابين. و قد تم تصميم هذه الأدوية للتقليل من الآثار الجانبية العصبية العضلية. و هذه الأدوية ليست أكثر أمانا فحسب بل يمكن أن تحسن من الأعراض السلبية. و تنتج الأدوية المضادة للإختلال العقلى فى شكل حبوب أو دواء سائل أو فى شكل حقن و يمكن أخذها بشكل يومى أو أسبوعى أو كل أسبوعين أو شهريا.
و لا تمنع الأدوية الإنتكاس أو الرجوع الى المرض كليا. و لكن هنالك دليل على إنها تقلل من عدد المرات و حدتها.و يمكن أن يكون تعاطى الأدوية بجرعات قليلة الحل الأمثل لمجابهة المرض و التقليل من حدة الآثار الجانبية. إذا كنت تأخذ هذه الأدوية فيجب عليك التأكد بصورة مستديمة من كمية الجرعات التى تتعاطاها و أن تهدف دائما إلى جعلها قليلة قدر الإمكان.
و يتجاوب الناس بطريقة مختلفة للأدوية و يكمن المحاولة و الخطأ عدة مرات لإيجاد الدواء المناسب. و يجد العديد من الناس أن الأدوية تساعدهم فى التغلب على أعراض المرض فى حين لا يجد بعض المرضى أن الدواء يساعدهم على ذلك و آخرون يتوقفون عن أخذه نسبة لآثارها الجانبية و قليل منهم لا يحتاج إليها